كم انا سعيد اليوم
نهضت باكرا كعادتي وجدت ان مخي قد اصابه المسح الكلي
كل الملفات المخزنة اصابها التلف بفيروس اسمه(كم انت غبي حين تحتفظ بالملفات في ذاكرتك)
كل البرامج المخزنة مُسِحَتْ وكم اسعدني ذلك
برنامج وحيد لم يتلف برنامج اسمه(برنامج مسح ماسبق) ويتم تحيينه كل لحظة
جلست كعادتي على شاطئ البحر باكرا ارتشف قهوتي .صافحت كل من في المقهى سلمت عليهم بحرارة .
لان المسح الكلي اصابني فلم اعرف الا انهم ابناء اللحظة.ولم اتعامل معهم الا بتلك اللحظة .كم هو جميل ان ترى انسانا وهو يولد امامك في تلك اللحظة
نظرت البحر واشعة الشمس تنعكس على سطحه الازرق الجميل.كلمني البحر قائلا:
(لقد ذهب موج الامس .انا اليوم زرقة وهدوء.لم احتفظ بهدير الامواج المتلاطمة .لم احتفظ في ذاكرتي بهزيز وصرير الرياح وهي تنكش شعري تفرق اظافري .لم احتفظ بزخات المطر وهي تحفر على سطحي تحفر جسدي تؤلمني بوخزاتها.
أَنْظُرْ سبائك الشمس الذهبية تلامسني برفق تقبلني بحنان .برقة تهمس في اذني صباح الخير ايها البحر)
نظرت اليه كم انت صغير ايها البحر وانا احضنك بعينيَّ.وكم انت كبير وحكيم وانا اقرا مافيك
ارى السمك يقفز على صدرك ايها البحر بِلَعِبٍ حنونٍ
زاهيا.يقول لي صباح الخير ايها الانسان الذي اكلت نفسك وتآكلت جنباتك من عوامل تعريتك لنفسك.كم هو ايها الانسان مخزٍٍ ان تخزي نفسك
ذهبت الى عملي .الكل متبسم .بايحاءات ملائكية بريئة يقول لي صباح الخير
الكل اراه في نشاط.حتى الجالس اراه جالسا بنشاط .من يفكر اراه يفكر بنشاط.تعلو الكل مسحة البشر والحبور
كم اشتهي ان احضن الكل(700نفر) في صدري دفعة واحدة .احملهم تحت جناحي كما يحمل الكنغر ابناءه.انقلهم اينما تنقلت .اطعمهم مما أُطعم واقبل الكل بسريرة الانشراح
كم هو الهدوء يزين المكان .كم هو الاخضر والابيض يلون المكان
يرن الهاتف من المصالح المختلفة .كل الاصوات اسمعها رخيمة حنونة.نبرة التغريد.وشدو البلابل. كل مكالمة ترويستها السلام عليكم او صباح الخير.
الزوار بمكتبي بمسحة ورود الحديقة بهاءً .كل من دخل بتحية الملوك. وتواضع المحتاج في غير ذلة.انهض من مكاني استقبل زائري مصافحا منشرحا .أَجْلِسُ بجانبه وكانني اريد ان يدخل صدري ليكلم قلبي لاأُذني.الكل مسارع لقضاء حاجته. يخرج بخيلاء الامراء ولسانه بشكر الحامدين
كم اشتهي اليوم ان اجمع من حولي في راحة الظهيرة ونلعب الغميضة ....نجري كالاطفال المجانين بالساحة ونختفي عن الانظار ونبحث عن بعضنا شوقا وحنينا .
كم اشتهي ان نرتمي فوق الحشائش ونغني اغنية قطتي الصغيرة .ونحكي حكاية الممرضة.ونضحك على من يمر امامنا ممن كبر قبل سنه وانهك نفسه ببرامجه المحفوظة في ذاكرته
كم اشتهي ان اخرج الى الطريق والعب لعبة المربعات (طاري) واقفز وسط الطريق والسيارات تتحاشاني وياتي احدهم وياخذني من يدي ويقول لي (اختشي ياولد) أَلْعَبْ بعيدا عن الطريق. وتوبخني امي ويضربني ابي تأديبا (كم اشتاق لرؤية ابي)
كم اشتهي ان اخرج واتوه في الشوارع ويبحث عني الكل (تلك معزتي وانا صغير)
يسالون عني ارايتم طفلا تائها في هذا المكان ....وانا العب باحدى الزوايا مع قطة صفراء صغيرة وجدتها تائهة مثلي وهي لاتدري وانا لاادري اننا الاثنان تائهان كما يتيه الكبار في دنياهم وهم لايعرفون ان دنياهم ماهي الا لعبة مع قطة صغيرة
حمَّلت في ذاكرة جهازي المخي هذا البرنامج وهو من يسيرني على من اراد التحميل فهو مجانا ماعليه الا الضغط على ماضيه وحاضره ويكتب مسح وان لم يستطع فليكتب اخفاء.ولاينسى تحميل مضاد الفيروسات والذي اسمه(مسح ماسبق) مع التحيين كل لحظة
**************** م/حنوفة 14/05/2013
