*******************الشعرُ و الجبر***************************
لقد ارتبط العرب منذ الأزل بالشعر ؛ فهو صنعتهم الأولى ، وقد تناول العرب في شعرهم الكثير من جوانب الحياة ، و قد وُجد الرياضيون الشعراء ، أو قد نقول : الشعراء الرياضيون ، ومن هؤلاء " الخيّام " والذي كان شاعراً ومؤلفاً في الفلك والرياضيات ، وهناك " ابن الهائم " صاحب "رسالة التحفة القدسية" وهي منظومة في حساب الفرائض ، كما أن له رسالة مكونة من 52 بيت من الشعر في الجبر ، ومنهم أيضاً " ابن الياسمين " الذي نظم أرجوزة شعرية تعرض فيها لمقدمات للعدد الصحيح ، وأبواب في الجمع والطرح والضرب والقسمة ، وحل العدد إلى أصوله ، ثم تعرض في باب الجبر إلى جبر الكسور ، والحط ـ وهو عكس جبر الكسور ـ ، والصرف ، وطرق استخراج المجهولات ، وأخيراً ينتقل إلى الجبر والمقابلة ، وهو أهم أبواب الأرجوزة وأنفسها ؛ حيث جاء فيها :
فالمـــال كـــل عـدد مـربــع وجذره واحـد تلك الأضلع
علــــى ثـلا ثــة يـدور الجـبر المـــال والأعـداد ثم الجـذر
والعـدد المطلـق مالم ينســب للمال أو الجذر فافهم تصب
والجذر والشيء بمعنى واحد كالقول في لفظ أب و والـد
وجاء في بيانه للمعادلات وأقسامها :
فتلك ست نصفها مركبـــة ونصفــها بسيطـــة مرتبـــة
أولهـا في الاصطلاح جاري أن تعدل الأموال بالأجذار
وإن تكن عادلت الأعدادا فهــــي تليها فافـــهم المرادا
وإن تعادل بالـجذور عددا فتلك تتلوها علـى ما حددا
وجاء في بيان كيفية حل تلك الأقسام
واعلم هداك ربنــا أن العـدد في أول المركبـــــــــات انفرد
ووحدوا أيضاً جذور الثانيــة وأفردوا أموالــــــهم في التالية
فربــــع النصف من الأشيـاء واحمل على الأعــــداد باعتناء
وخذ من الذي تناهى جـذره ثم انقص التصنيف تفهم سره
فما بقي فذاك جذر المـــــال وهذه رابعة الأحــــــــــــوال
وهذه الأبيات تدل على الإلمام بالشعر والرياضيات ؛ وإلا لما استطاع أن يكتب هذه الأرجوزة بلغة سلسة معبرة .
العربُ والحساب
شاع بين العرب قديمـًا نظام الترقيم على حساب الجمل الذي لم يكن له قيمة عملية ذات فائدة مرجوة ، فتركه العرب بعد إطلاعهم على حساب الهنود ، فأخذوا عنهم نظام الترقيم ، إذ أنهم وجدوه أفضل ما وقعت عليه أيديهم من نظم الترقيم ، حيث أن الهنود فاقوا غيرهم في هذا المجال ، ولكن العرب لم يكونوا مجرد ناقلين ، فقد انتقوا الرموز التي تناسبهم من مئات الرموز المستخدمة في الهند ، و خلصوا إلى مجموعتين من الأرقام : الأرقام الهندية ، والتي استخدمت في المشرق العربي ، و الأرقام الغبارية أو العربية ، والتي شاع استخدامها في المغرب العربي ، ومنه انتقلت إلى الغرب ، ويرى بعض المؤرخين أن هذه الأرقام تشبه أشكال بعض الأحرف العربية ، وقد جمعها أحدهم بقوله في الأبيات التالية :
ألف وحاء ثم حج بعـــــدهعين وبعد العين عو ترســـــــــم
هــاء وبعد الهاء شكل ظاهـــر يبـدو كمخطاف إذا هو يرقم
صفران ثامنها وقد ضما معــاُ والواو تاسعها بذلك تختـــم
وقد وفرت هذه الأرقام سهولة التعامل مع العمليات الحسابية ، فالغرب و بعض الأمم السابقة استخدموا أرقاماً يصعب التعامل معها ، لذا كان البديل بالأرقام العربية الجديدة جيداً لميزاته الحسنة العديدة.
لعل من أهم منجزات العرب هو استخدام الصفر ، و الصفر في اللغة هو التعبير عن الفراغ ، حيث يقول حاتم :
ترى أن ما أنفقت لم يك ضرني وأن يدي مما بخلت صفر
والصفر في الأصل عند الهنود "سونيا " ، وهي دائرة صغيرة قد طمست في الأرقام الهندية إلى نقطة ، وبقيت كما هي مع بعض التحوير في الأرقام العربية ، وقد أثبت الصفر قدرته في حل المسائل الحسابية الطويلة ؛ مبرهناً أنه لم يكن اختراع أحمق كما ظن مدعو العلم من الغرب.
لقد أضاف العرب أيضاً إلى الحساب طريقة استخدام النظام العشري ، حيث يأخذ كل رقم قيمتين : الأولى قيمته العددية الأصلية و الثانية قيمته التي ترجع إلى موقعه في الرقم ، حيث يكون في خانة الآحاد أو العشرات أو المئات .... ، ومع أنه لم يستطع أحد الجزم بأن العرب استعملوا الفاصلة العشرية إلا أنهم استخدموا الكسر العشري ، وعرفوا مزاياه ، حيث عرض الكاشي النسبة التقريبية (ط) على شكل ( 145965358987 3 صحيح ) ، ولقد قسم العرب الحساب العملي إلى : "الغباري" وهو ما يحتاج استعماله إلى أدوات كالقلم والورق ، و"الهوائي" وهو الذي لا يحتاج إلى استخدام أدوات ، وهكذا فالعرب كانوا سباقين في تطوير الحساب وخاصة الأرقام ، ولو قدر لأحد علماء الإغريق بالعودة للحياة ، ورأى سرعتنا وإتقاننا في العمليات الحسابية لوقف طويلاً منبهراً ومفتوناً.

******************
السموأل بن يحيى بن عباس المعروف بالمغربي، عالم رياضي وطبيب اشتهر في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. ولد في فاس بالمغرب لأسرة يهودية تنتمي إلى يهود المغرب حيث كان أبوه من كبار علماء الرياضيات بين الطائفة اليهودية هناك.
**************************
بو جعفر محمد بن محمد الحسن نصير الدين الطوسي، عالم رياضي وفلكي وهندسي اشتهر في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. ولد في خراسان سنة 597هـ / 1202 م، عاش في بغداد حيث اشتهر بين أصدقائه وذويه وعلماء المشرق والمغرب بلقب "علامة".
*******************
مؤيد الدين بن بريك المهندس العرضي العامري. عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. ولد بمدينة عُرض وهي بلدة واقعة بين تدمر والرصافة، وإليها نسب. أما نسبه فيمتد إلى قبيلة بني عامر العربية، حيث هاجر والده إلى الشام وبها استقر.
**********************
بو الحسن علي بن محمد بن علي القرشي البسطي المعروف بالقلصادي. عالم رياضي اشتهر في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي. ولد في بسطة من الأندلس عام 825 هـ. وإليها نسب بالبسطي.
****************************
محمد بن أبي الخير الحسني الطحان الأرميوني الدمشقي. عالم الرياضيات والفلك والفقيه والنحوي. عاش في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي. لم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد له أو وفاة، ويظن أنه قد توفي عام 700 هـ /1300 م، والصحيح أنه توفي في أواخر القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي. ولم تذكر كذلك شيئا عن حياته، ولكنها تحدثت عن إنجازاته وكتبه العلمية.
*************************
علي بن ولي المعروف بابن حمزة المغربي، عالم رياضي اشتهر في (القرن العاشر الهجري - السادس عشر الميلادي). وهو مؤسس علم اللوغاريتمات. ولد بالجزائر من أب جزائري وأم تركية حيث أحسن أبوه تأديبه وتعليمه طوال فترة تنشئته.
***************************************
عبد الله بن محمد بن حجاج الأرديني المعروف بابن الياسمين رياضي وبارع في الهندسة والحساب والعدد والهيئة والمنطق، وشاعر متمكن في النظم. لم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد له، أما عام وفاته فيذكر أنه كان حوالي عام 601 هـ /1204 م بمدينة مراكش ، أما سيرة حياته فلا نعرف عنها سوى أنه عاش في مدينة فاس ، وأنه قد خدم يعقوب المنصور أحد خلفاء الموحدين ثم ولده الناصر من بعده وقد نال منزلة كبيرة في عهدهما، وأنه كان
عالما مقدرا معترفا بفضله